ماهو الشعر النبطي و خصائصه

ماهو الشعر النبطي و خصائصه

في عالم الأدب العربي، يتلألأ الشعر النبطي كنجمٍ لامعٍ في سماء التراث الأدبي، ينير دروب الجمال والعراقة بلونه وإيقاعه الفريد، إن النظرة إلى الشعر النبطي ليست مجرد نظرة عابرة، بل هي استقامةٌ على خيوط التاريخ العربي العريق وعبق الثقافة التي عاشتها هذه الأمة، لأنه ساهم في نقل القيم والتقاليد والتاريخ العربي من جيل إلى آخر، مما جعله جزءاً حيوياً من الهوية الثقافية للشعوب العربية.

ولنتعرف على جمال وروعة الشعر النبطي، يجب أن ننغمس في عالمه ونكتشف خصائصه التي جعلته يتفرد بمكانةٍ خاصة في قلوب العشاق للشعر، فما هو الشعر النبطي كتراثٌ شعريٌّ يحمل في ثناياه أصالةً تتجلى في كلماته وأوزانه؟ وما هي خصائصه الفريدة التي جعلته يتربع على عرش الأدب العربي بكل رونق وجمال؟

دعونا نسافر سوياً في رحلةٍ شعريةٍ ممتعة إلى عالم الشعر النبطي لنستكشف سحر الكلمة وجمال الإيقاع لنلقي نظرة على بحور الشعر النبطي المتنوعة التي تعطيه الجاذبية والسحر

 

ما هو الشعر النبطي

الشعر النبطي هو تراث شعري غني ومتنوع ينتمي إلى التراث الأدبي العربي، وهو جزءًا هامًا من الأدب العربي التقليدي، يسمى شعر القصيد، والشعر النبطي جزءاً لا يتجزأ من الحياة الثقافية في مختلف البلدان العربية، بما في ذلك الجزيرة العربية، وبلاد الشام، والمغرب العربي، ومصر، والعراق وغيرها، واستمر في الازدهار والتطور عبر العصور ليصبح من أهم الفنون الأدبية في منطقة الخليج العربي.

 

ويعكس الشعر النبطي تنوع الثقافات ويعبر عن قيمها وتقاليدها ومرآه لتجاربها الحياتية ومعتقداتها، فالشاعر في الشعر النبطي يخاطب عامة الناس بلهجتهم وبلغة سلسة وسهلة يفهمها الجميع بديلًا للغة العربية الفصحى وبعيدا عن صعوبة في الألفاظ، ويستخدم نفس القواعد والأصول التي يستخدمها الشعر المكتوب بلغة عربية فصحى.

خصائص الشعر النبطي

* القصيدة النبطية هي قصيدة تقليدية تلتزم بخصائص القصيدة العربية القديمة من حيث الوزن الواحد والقافية الواحدة والبيت المكون من شطرين متساويين في مقدارهما الموسيقي، ولكن مع اختفاء الفاصلة الكبرى والفاصلة الصغرى والسبب الثقيل من القصيدة النبطية.

* الشعر النبطي يتتبع نفس بناء القصيدة العربية التقليدية من حيث تقسيمها إلى بداية تمهيدية وموضوع رئيسي وخاتمة تقليدية، فيبدأ بمقدمات غزلية ثم الدخول في موضوع القصيدة، سواء كان في الفخر، المدح، الحكمة والنصح، الوصف أو الهجاء، وذلك باستخدام مفردات عامية أقل صعوبة

* الشعر النبطي يعبر عن العواطف والمشاعر الإنسانية الجميلة، مثل الحب، والأمل، والحنان، والشجاعة، كما يتضمن بعض القضايا الفلسفية والدينية، مما يجعله أكثر تعقيدًا وأكثر اتساعًا في المعنى.

* من حيث الوزن فالشعر النبطي يتخذ الشكل العمودي وقديلتزم بوحدة القافية طوال القصيدة، وقد تتعدد الأوزان، وقد تلتزم بقافيتين في القصيدة الواحدة قافية للشطر الأول وقافية أخرى للشطر الثاني، وغالباّ تكونان من حرف واحد ولكن بحركات مختلفة، مع تواجد حرف التأسيس قبل إحداهما، كما يسهل استخراج وزن القصيدة النبطية وذلك باتباع طرق التقطيع التقليدية والمقاطع

* من أهم خصائص الشعر النبطي هو الابتكارُ في المعنى وطريقةِ الإلقاءِ والرقة والعذوبة في صياغة الأبيات واختيار الكلمات المعبرة، معظم الأشعار النبطية تتضمن تكرارًا للألفاظ والمعاني، وهذا يقوي تأثيرها على السامع مما يجعل إيقاعها سهلة الحفظ والفهم

 

بحور الشعر النبطي

يقصد بها أساليب الشعر النبطي التي اتبها الشعراء لتنظيم الشعر وجعله أكثر جمالاً وتناغماً، كلٌّ أسلوب أو بحر له نغمةٌ وجاذبيةٌ خاصة، وإليك أشهر بحور الشعر النبطي.

 

·       البحر الهلالي

يعتبر أشهر بحور الشعر النبطي وأكثرها استخداماً في الشعر النبطي، يتميز البحر الهلالي بتركيبه الصوتي الخاص

البحر الهلالي ُسمّي بهذا الاسم نسبةً إلى قبيلة بني هلال التي كانت تمتاز به، يتوافق مع البحر الطويل ويرجح عليه طابع البداوة، والأوزان الشعرية للبحر الهلالي هما اثنان أحدهما يسمى الطويل والآخر القصير

 

·       بحر الحداء

يُعرف هذا البحر بقوامه الصوتي الذي يتألف من ثلاثة أقسام: زوجان متقاربان في القافية والوزن القصير، يليهما وزن طويل، وهو يُستخدم عادة في قصائد قصيرة تتألف من بيتين أو ثلاثة أبيات

سُمّي بهذا الاسم من حداء البدوي للإبل فهو شعر نبطي بدوي يناسب الأجواء الحماسية أجواء المعارك والسباقات وركض الخيل، ذو طابع حماسي يتناسب مع مقارعة السيوف وحالة الفوضى التي تعمّ ساحة المعركة

 

·       البحر الصخري

يُنسب إلى القبيلة الشامية بني صخر بالأردن، سُمّي الصخريّ لأنه يصخر المستمع حين يستمع إليه بالنغم الحزين الشجي، ويوافق من البحور العمودية البحر الوافر
يضفي البحر الضخري على القصيدة جمالاً وتناغماً يجذب القارئ أو المستمع، مما يعزز من قوة الإنطباع الشعري والتأثير الذي يتركه النص.

·       بحر المروبع

سُمي المروبع نسبةّ لشكل كتابته، حيث يتكون من أربعة أشطر، تتفق ثلاثة منها في القافية وتتغير قافية الشطرة الرابعة، و يُستخدم بحر المروبع في قصائد تتكون عادة من خمسة أبيات

وهو من أجمل بحور الشعر النبطي في قوته التعبيرية، حيث يساعد الشاعر على التعبير بشكل دقيق ومؤثر عن مشاعره وأفكاره، نظرًا لتوزيعه المتقن للأوزان والقوافي.
يمنح بحر المروبع القصيدة تأثيرًا جماليًا وإيقاعيًا يساهم في جذب القارئ وإثارة انتباهه، لذايكثر استخدامه في الموشحات

 

·       بحر القلطة

بحر القلطة من أقوى الأساليب وأصعب بحور الشعر النبطي، لأنه يتم بشكل ارتجالي فوري على شكل حوار بين شاعرين أمام الجمهور، لذلك يستخدم فيها بحورًا مختلفة
يُستخدم بحر القلطة عادة في قصائد تتكون من أربعة أبيات، ويعتبر من أكثر البحور استخدامًا في الشعر النبطي، نظرًا لقدرته على إضفاء إيقاع جميل وسلس على القصيدة، وتحقيق التناغم الصوتي الذي يعزز من جاذبية النص الشعري.

 

في ختام هذا المقال، فإن معرفة ماهو الشعر النبطي وخصائصه ليست مجرد دراسة لتاريخ أدبي، بل هي استكشافٌ لجمالية اللغة العربية وعمق الفكر الإنساني، ليظلالشعر النبطي موروثًا ثقافيًا هامًا يحتفظ بجاذبيته وقيمته الفنية والأدبية عبر العصور، ويستمر في إلهام الأجيال ونقل قيم الجمال والتعبير الفني.

ومن خلال التعرف على بحور الشعر النبطي المتنوعة تعرفنا على غنى الثقافة الشعرية العربية وتنوعها، لندرك قيمة هذا التراث العظيم الذي يستحق الاهتمام، فلنحتفظ بتراثنا الشعري ولنواصل استكشافه ودراسته، لنضيء به دروب الثقافة والفن، ولنبقى متصلين بجذورنا وهويتنا الثقافية.

.فهد عبدالعزيز فهد الزمام

ماهو الشعر النبطي و خصائصه في عالم الأدب العربي، يتلألأ الشعر النبطي كنجمٍ لامعٍ في سماء التراث الأدبي، ينير دروب الجمال والعراقة بلونه وإيقاعه الفريد، إن النظرة إلى الشعر النبطي ليست مجرد نظرة عابرة، بل هي استقامةٌ على خيوط التاريخ العربي العريق وعبق الثقافة التي عاشتها هذه الأمة، لأنه ساهم في نقل القيم والتقاليد والتاريخ…

ماهو الشعر النبطي و خصائصه في عالم الأدب العربي، يتلألأ الشعر النبطي كنجمٍ لامعٍ في سماء التراث الأدبي، ينير دروب الجمال والعراقة بلونه وإيقاعه الفريد، إن النظرة إلى الشعر النبطي ليست مجرد نظرة عابرة، بل هي استقامةٌ على خيوط التاريخ العربي العريق وعبق الثقافة التي عاشتها هذه الأمة، لأنه ساهم في نقل القيم والتقاليد والتاريخ…